حديث الرسول عن التطرف والغلو وموقف الإسلام منهما

بيّن حديث الرسول عن التطرف الكثير من المفاهيم والمصطلحات التي ينبغي للمسلم التعرف عليها حتى لا ينجرف وراء ظاهرة التطرف التي تعتبر من الظواهر غير الحميدة التي تدفع الإنسان إلى أفعال لا يحمد عقباها ولذلك سنتناول من خلال هذه المقالة حديث الرسول عن التطرف وأهم ما جاء فيه، كما سنتحدث عن أهم الحوادث التي شهدها الرسول صلى الله عليه وسلم حول التطرف في عهده.

حديث الرسول عن التطرف

• وَرد في حديث الرسول عن التطرف أنه قال صلّى الله عليه وسلّم: “إياكم والغُلُوَّ في الدينِ، فإِنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدينِ”.
• والغلو يقصد به المغالاة والمبالغة وفي الحديث تحذير للمؤمنين من عاقبة التطرّف والمبالغة في الدين وأحكام الشريعة الإسلامية والتشدد في تنفيذ تعاليم الدين.
• وقد حذرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- من التطرف حيث أخبرنا أنه كان سبب من أسباب هلاك الأمم السابقة، كما أن الدين الإسلامي هو دين يسر وليس عسر ودين وسطية واعتدال وليس دين عنف وتشدد.

التطرف والغلو وموقف الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم منهما

• إن النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن بعثه ربه في هذا الدين العظيم دين الإسلام وهو قد جاء بالمنهج الحق بلا غلو أو تطرف أو تشدد أو تفريط وجفاء ولما جاء الرجل ذو الخويصرة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقال: “يا محمد اعدل” فقال أتخونونني وقد أمنني من في السماء على وحيه، فهَم به الصحابة أن يقتلوه لأن هذا القول عظيم وخروج عن الدين والتشكيك في النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتركوه فإنه يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.
• كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحكم عليهم لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد طوبى لمن قتلهم أو قتلوه.
• وفي هذا الحديث إشارة قوية على أن التطرف منهج فاسد وضال لم يقره ديننا ولم يرتضيه الله -جل وعلا- ولم يرتضيه النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالحنيفية السمحاء.

ما هو الفكر المتطرف؟

التطرّف هو تعبير نسبي يستعمل لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبرّرة. من ناحية الأفكار، يستعمل هذا التعبير لوصم الأيديولوجية السياسية التي تعدّ بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع.

هل التطرف والغلو حرام؟

الغلو هو الزيادة عن الحد ومنه يُقال غلى القدر إذا زادت حرارته وهناك مثل عند العرب يقول ما زاد عن حده انقلب ضده، فالغلو إذن سيء في كل شيء وهو مذموم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن ثلاثة أتوا بيوت النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم

فلما أخبروا كأنهم تقالوها “أي رأوا أنها قليلة” فقال أحد هؤلاء الثلاثة أما أنا فأصلي ولا أنام وقال الثاني أصوم ولا أفطر وقال الثالث أعتزل النساء فلا أتزوج فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي قالوه، قام وجمع الناس وتكلم وكره ما قاله الرجال الثلاثة ثم قال أما أني أتقاكم إلى الله وأخشاكم إلى الله، أما أني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فلا اعتزلهن.

ما موقف الإسلام من التطرف؟

التطرف في الشرع هو الميل عن الحق إلى طرف التشدد أو طرف التقصير وهو فعل مذموم في الإسلام فلا ينبغي الميل عن الحق أو التطرف عنه بل يجب التمسك بالحق باعتدال ووسطية.

لقراءة المزيد عن التطرف والغلو يمكنكم قراءة هذا البحث وتحميلة بصيغة pdf من هنا.

ما هو أخطر أنواع التطرف؟

يعتبر التطرف الفكري أحد أخطر أنواع التطرف لأنه يجعل صاحبه متعصبًا خارجًا عن كل القواعد الثقافية والفكرية السائدة في مجتمعه وغير متقبل لآراء الآخرين كما يتمثل هذا النوع من التطرف في بناء وتكوين المنظمات الإرهابية والجماعات التي تشيع التعصب وتدمر الأديان.

حديث الرسول عن التطرف

حذر النبي صلّى الله عليه وسلّم من خطر التطرف والمغالاة في الدين وذلك في قوله: “إياكم والغُلُوَّ في الدينِ، فإِنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدينِ”.

التحذير من التطرف في القرآن الكريم

أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين عندما أنزل تشريعات وتعاليم الدين الإسلامي على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، باتّباع أوامره دون مغالاة أو تطرف وقد نهى عن ذلك في عدد من آيات القرآن الكريم ومنها:

• قوله تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ”.
• قوله تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا”.
• قوله تعالى: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ”.

بهذه السطور نكون قد وصلنا إلى ختام المقال عن حديث الرسول عن التطرف، وتعرفنا من خلاله على الآيات القرآنية التي نهى الله -عز وجل- فيها عن التطرف والغلو.