عناصر المقالة
من هي زليخة سنقوم بعرض أهم المعلومات بخصوص زليخة والحكاية الخاصة بها حسب ما جاءت في القرآن الكريم ودورها العظيم وكيف تغيرت شخصيتها من النقيض إلى النقيض، وكيف كانت شخصيتها مؤثرة في حياة نبي الله يوسف عليه السلام وكيف أثر عليها النبي أيضًا كذلك، لذلك إن كنت تريد أن تعرف معلومات أكثر تفصيلًا عن حياة زليخة ومن هي زليخة وما الذي ورد بخصوصها في القرآن الكريم.
من هي زليخة
من هي زليخة، زليخة هي واحدة من النساء المباركات الذي ذكروا في كتاب الله تكريمًا لهم وقد ذكرت في القرآن والكتب المقدسة في العهد القديم والجديد، ولقد اختلف الكثير على قصتها؛ اسمها هو راعيل بنت رماييل.
لُقبت بزُليخا وتم ذكرها في كتاب الله باسم امرأة العزيز في آيات الذكر الحكيم في سورة يوسف وذلك لكونها زوجة عزيز مصر في الوقت الذي جاء فيه النبي يوسف عليه السلام إلى مصر، وعرفت بأنها جميلة جميلات عصرها واشتهرت بكبريائها وجمالها العظيم.
زليخة في معجم أعلام النساء في القرآن الكريم
من هي زليخة جاء في معجم أعلام النساء في القرآن الكريم والذي قام بتأليفه عماد الهلالي قائلًا أن زليخة هي بنت ملك المغرب “هيموس” ووالدتها هي أخت الملك الريان بن الوليد صاحب مصر وهي زوجة “قطفير” الذي يعد وزير ملك مصر وكان يطلق عليه العزيز لذلك أُطلق عليها امرأة العزيز وكانت في قمة الحسن والجمال، وقد قيل أن اسمها زلخة والبعض قال راعيل والآخر فكة بنت ملك المغرب هيموس وقيل عنها رعاييل وكذلك قيل بوش والآخرين قالوا راعيل بنت رعائيل.
قدوم يوسف إلى قصر عزيز مصر
من هي زليخة بالنسبة لنبي الله؟ بداية معرفة السيدة زليخة بنبي الله يوسف عليه السلام كان بعدما ألقاه إخوته في البئر، لتمر قافلة لترسل واردهم لجلب الماء من البئر وعندما ذهب وجد يوسف فقال يا بشرى هذا غلام وأخذته القافلة معهم بمثابة بضاعة لهم وقاموا بالذهاب إلى السوق في مصر ليبيعوه وكان الذي اشتراه هو عزيز مصر لأمراته وقال لها أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا “وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” سورة يوسف, الآية ٢١ وكانت هذه بداية مقابلتهم لبعض.
مراودة زليخة ويوسف عليه السلام عن نفسه
زليخة ويوسف، كبر يوسف في بيت العزيز بوتيفار طوال الأحد عشر عامًا حتى أصبح شاب حلو الكلام، شجاع، قوي، ذو علم ومعرفة كبيرة بالإضافة إلى إنه كان حسن الوجه فلم يكن هناك أحدًا بمثل هذا الجمال.
وكان كلما مضت الأيام أكثر كلما ازدادت زليخة حبًا له، وحيث أنها في النهاية راودت يوسف عن نفسها وكانت تظن إنه سيطيعها “وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ..” يوسف الآية ٢٣، إلا أن نبي الله يوسف كان من المخلصين المتقين الله وخشى أن يعصي الله عز وجل “وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ” يوسف الآية ٢٤؛
وعندما كان يوسف على وشك الهرب وجد بوتيفار عند الباب وحينما رأى عزيز مصر قميص يوسف وقد قد من دبر تأكد العزيز أن زوجته زليخة هي الخائنة “فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ” يوسف الآية ٢٨؛ وحينما وجدت زليخة زوجها لم تعترف بجريمتها بل ألقت الاتهام على يوسف عليه السلام واتهمته وطلبت أن يسجن لا أن يقتل لأنها تريده أن يكون حيًا وذلك لإنها تحبه.
نسوة المدنية
عندما تسربت تلك الأحداث إلى المدينة بأكملها وقامت نساء المدينة الذين يعرفون من هي زليخة جيدً بالنميمة على امرأة العزيز وتلك الحادثة، “وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ” يوسف الآية ٣٠.
وكانت امرأة العزيز زليخا على يقين تام من أخلاق هذه النساء لذلك فكرت في كيدٍ لهن وبالفعل قامت بدعوتهن إلى وليمة وجعلتهن يمسكن سكينًا في يدهن وأخرجت عليهن يوسف وبالفعل بسبب جمال نبي الله يوسف قمن بتقطعن ايدهن بدون وعي “فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ” يوسف الآية ٣١
وبعد ذلك وضحت موقفها لنساء المدينة “قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ” يوسف الآية ٣٢.
شاهد موقف زليخة
عندما أصر النبي عليه السلام على عدم ارتكاب الفواحش حاولت زليخة بجعله ينصاع إلى رغباتها عن طريق سجنه ولكن نبي الله ثبت على موقفه “قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ” يوسف الآية ٣٣.
وقضى يوسف عليه السلام عشر سنوات في السجن وكانت زليخة طوال هذه الأعوام تعاني من مرارة ألم الفراق وتزايد حبها وعشقها ليوسف عليه السلام وهذا ما جعلها تشيخ سريعًا ويضعف بصرها ويضيع جمالها القديم.
خروج يوسف من السجن
كان الله عز وجل قد كرم سيدنا يوسف وعلمه من تأويل الأحاديث فكان يستطيع تفسير الأحلام، وفي يومٍ ما عندما قام يوسف عليه السلام بتفسير رؤيا ملك مصر التي عجز عن تفسيرها جميع المنجمون “وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ” يوسف الآية ٤٣، “قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ” يوسف الآية ٤٤.
فقال الذي يعمل عند الملك أن يوسف يستطيع تأويل الأحلام فذهب إليه وسأله وكان رد يوسف عليه”قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ” سورة يوسف الآية ٤٧، “ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ” الآية ٤٨، “ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ” الآية ٤٩؛
فأحضره الملك وعرف قصته وبالفعل ظهرت الحقيقة باعتراف زليخة عما حدث وقتها “قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ” الآية ٥١
واعترفت نساء مصر بعقاق سيدنا يوسف عليه السلام وأطلق سراحه ملك مصر وعين عزيزًا لمصر وذلك بعدما توفى بوتيفار حزنًا على ظلمه ليوسف طوال تلك المدة بجانب مرضه.
مسلسل يوسف الصديق
وحسب ما جاء في مسلسل يوسف الصديق فقد نسى الجميع من هي زليخة التي قضت باقي حياتها تبكي على كل ما ضاع منها وعلى اشتياقها ليوسف، إلا زوجة يوسف عليه السلام أسينات.
والتي تأثرت بحاجة زليخة ودخلت معها إلى قاعة الملك أخناتون واشتكت لهم عما حدث، ليأتي الوحي من الله عز وجل ليوسف كي يتزوج زليخة وبالفعل واسى النبي زليخة التي سعدت كثيرًا بمقابلتها ليوسف ودعت الله أن يرد بصرها كي تراه وبالفعل استجاب الله لها ورد بصرها وجمالها وشبابها لزليخة مرة أخرى.
فيما سبق من المقال قد تكلمنا عن من هي زليخة، وكيف كانت حياتها مؤثرة بالنسبة لنبي الله يوسف عليه السلام، وما جاء في الآيات الكريمة ليثبت صحة قصة السيدة زليخة.