عناصر المقالة
من شروط وجوب الزكاة والزكاة هي فريضة من فرائض الله سبحانه وتعالى وأركان الإسلام الزكاة ولقد قاتل أبو بكر المرتدين الذين أبوا أن يدفعوا زكاة أموالهم واعتبرهم مرتدين لأنهم أوقفوا ركن مهم من أركان الإسلام وهو الزكاة لقوله تعالى: “فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” وبالتالي تعد الزكاة ركنًا أساسيًا له شروط وواجبات سنتعرف عليها بالتفصيل في هذا المقال.
من شروط وجوب الزكاة على المسلم
من شروط وجوب الزكاة على المسلم أن يبلغ المال نصابه ولكل مال نصاب معين وفيما يلي نتطرق إلى شروط وجوب الزكاة وهم 8 شروط كالتالي:
- الإسلام فلا تقبل الزكاة من كافر.
- الحرية فلا تجب الزكاة على العبد “العبودية غير موجودة الآن لأن الإسلام قضى عليها.
- الملك التام ويقصد بهذا الشرط أن يكون المسلم مالكًا تامًا لهذا المال وهو المتصرف في أمره.
- النماء ويقصد بنمو المال تضاعفه وزيادته مثل الأنعام والزروع والتجارة إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة) رواه البخاري وقال الإمام النووي: “هذا الحديث أصل في أن أموال القنية –المعدة للاقتناء- لا زكاة فيها”.
- الفضل عن الحوائج الأصلية.
- الحول ويقصد به مرور عام هجري على النصاب لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول”.
- ويستثنى من ذلك الثمار والزروع لقوله تعالى في سورة الأنعام: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}.
- السوم ويقصد به رعي الأنعام بلا مؤنة أو كلفة، فإذا كان يتكلف في رعيها طوال العام وليس فيها عند الجمهور زكاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون).
- ملك النصاب وهو المقدار الذي قدره أهل الشرع والدين ويختلف النصاب من مال إلى مال باختلاف كميته.
شروط صحة الزكاة
لصحة الزكاة هناك عدد من الشروط التي يجب أن تتوافر وهي كالتالي:
- النيّة وهي من الأعمال القلبية التي يشترط للمسلم أن ينوي أداء الزكاة وإخراجها مرضاة لله -عز وجل- لقوله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).
- التمليك ويقصد بالتمليك أن تعطى الزكاة للمُستحقّين لها لقوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
- فلا يجوز إعطاء الزكاة لغير مستحقيها كما لا يجوز إعطائها للصبي أو المجنون.
ما هو حكم الزكاة
- الزكاة هي رُكنٌ رئيس من أركان الإسلام الخمس، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لِمُعاذ -رضي الله عنه-: (فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ).
- شرع الله الزكاة وفرضها على عباده لعدة أسباب وحكم منها تطهير النفس ومواساة الفُقراء، والتراحم بين الأغنياء والفقراء، وسد حاجة المحتاج، وتطهير المرء من الشح والبخل.
من شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار
الزكاة واجبة في الحبوب والثمار بإجماع الفقهاء والعلماء وذلك لقول الله تعالى في سورة الأنعام: “وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، وقول النبي ﷺ:”فيما سقت الأنهار والغيم العشور وفيما سقي بالساقية نصف العشر”.
من شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار 4 شروط وهي كالتالي:
- أن تكون الثمار والزروع مما يقوم الإنسان بزراعته بنفسه أما ما ينبت في الأرض بنفسه دون زراعة أو تدخل من الإنسان فلا زكاة فيه.
- أن تكون الزروع قوتاً ومدخرة أي صالحة للإدخار لا تفسد مثل القمح والأرز والحبة السوداء وبزر الكتان وغيره من زروع مختلفة صالحة للإدخار.
- بدو الصلاح ويقصد بها اكتمال النضج ووصوله إلى الحصاد.
- بلوغ النصاب من كل جنس واحد، فلا يجب ضم جنس من الزروع إلى جنس آخر، كأن يُضم القمح إلى حبوب الشعير.
من شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار في المذاهب الأربعة
- من شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار عند الإمام أحمد أن تكون الزروع مكيلة ومدخرة أي تقبل الكيل بالمكيال ويتقبل الادخار لفترة دون أن تفسد ومن أمثلة ما يكال ويدخر في الزروع الشعير والقمح والحنطة والأرز وغيرهم.
- أما من شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار عند الإمام مالك فيشترط في وجوب زكاة الزروع والثمار أن تكون قوتًا مثل التمر والفاكهة والخضروات.
- وفي مذهب أبو حنيفة رضي الله عنه تجب الزكاة على كل ما يخرج من الأرض سواء كان مكيل ومدخر أو يقتات أو غير ذلك.
نصاب الزروع والثمار
النصاب في زكاة الزروع والثمار هو 5 أوسق، والوسق الواحد يعادل 60 صاعًا أي 300 صاع والصاع هو نوع من أدوات الكيل يقدر في زماننا بـ 2 كيلو ونصف أي أن نصاب الزروع والثمار هو 750 كيلو.
ما هو وقت إخراج زكاة الزروع؟
- بخلاف زكاة المال لا يشترط زكاة الزروع بلوغ الحول وإنما بل يراعى في ذلك الموسم ووقت الحصاد لقول الله -عز وجل- :«وآتوا حقه يوم حصاده».
- وعلى ذلك بيّن الله سبحانه وتعالى أن وقت إخراج زكاة الزروع أو المحاصيل الزراعية هو وقت الحصاد ولو أخرجت الأرض في السنة الواحدة أكثر من محصول وجب على صاحب الأرض إخراج زكاة كل محصول منها على حدى.
على من تجب الزكاة؟
- من شروط وجوب الزكاة أنها واجبة على أرباب الأموال إذ قال تعالى: “وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”.
- أن يبلغ المال النصاب وكما أشرنا فإن النصاب يختلف من مال إلى آخر.
- بلوغ حد الغنى ويقصد به من يمتلك مال يغنيه عن سؤال الناس.
حكم زكاة حلي الذهب للزينة عند المرأة
الحلي عند المرأة نوعان:
- النوع الأول الحلي المدخر الذي لا يُلبس وهذا تجب فيه الزكاة وحكمه حكم الذهب المدخر بإجماع العلماء.
- النوع الثاني الحلي التي تلبس للزينة وفيه قولين القول الأول أنه تجب الزكاة عليه والدليل على ذلك حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ رأى في يد امرأة مسكتين من ذهب (أي سوارين)، فقال لها: أتؤدين زكاة هذا؟ قالت: لا، قال ﷺ : أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟ فألقتهما، وقالت: هما لله ولرسوله.
- والقول الثاني وهو رأي جمهور الصحابة أن الحلي الذي يلبس ليس فيه زكاة، وزكاته أن يلبس أو يُعار.
إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي تعرفنا فيه على الركن الثالث من أركان الإسلام وهو الزكاة كما تطرقنا إلى عدد من شروط وجوب الزكاة وأحكامها، نرجو لكم الاستفادة من المعلومات وفي انتظار استفساراتكم لنجيب عنها.
