عناصر المقالة
يعد صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن من أهم المؤلفين الإسلاميين الذين لهم دور كبير وعظيم في المحافظة على تعاليم الدين الإسلامية والقيم الموروثة والمناهج التربوية السليمة الموافقة لنهج وشرع الله تعالى، ومن هذا المنطلق وجب علينا أن نعرف الناس بأمثال أولئك المؤلفين والكُتاب العظام ومنهم صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن.
من هو صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن
- صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن هو الإمام النووي -رحمه الله- وهو عالم جليل وفذ في فقه الشافعية وعلم الحديث واللغة العربية.
- فهو إمام وعالم جليل في كثير من العلوم وله مؤلفات في كل فن من تخصصاته مثل الفقه والحديث والتاريخ رغم قصر عمره إلا أن الله تعالى جعل فيه البركة والخير الكثير فقدم للأمة الإسلامية أعظم الكتب مثل رياض الصالحين والأربعين النووية وشرح صحيح مسلم وغيرهم الكثير.
- وُلد الإمام النووي سنة 631 هجرية الموافق عام 1233 ميلادية، وكان يُسمى بالنووي لأنه فقيه وعلامة ومن أهم الشارحين للأحاديث النبوية الصحيحة.
معلومات عن صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن
- اسمه الكامل هو أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسن النووي وكان يُلقب باسم محيي الدين لكنه كان لا يحب هذا اللقب لأن الدين حي ولا يحتاج لمن يحييه.
- وُلد في “نوى” في منطقة حوران بدمشق وعاش آخر عصر الأيوبيين وتوفي -رحمه الله- عام 676 هجرية والموافق سنة 1277 ميلادية.
- كان ينتمي إلى أسرة محافظة وكان والده يعمل بقالًا ولم يكن من العلماء لكنه كان رجل ورع زاهد ومتدينًا.
- لم يعش الإمام النووي رحمه الله طويلًا فمات وهو في عمر السادسة والعشرين.
- التحق بالكُتاب لحفظ القرآن الكريم ولما بلغ العاشرة من عمره أخذه أبوه معه إلى الدكان ليساعده في عمله فكان الإمام النووي رحمه الله لا ينشغل ببيع أو شراء عن قراءة القرآن ومراجعة ما يحفظه من آيات وكان الصبية من أقرانه يجبرونه على اللعب معهم فكان يأبى اللعب معهم ويبكي ويقول اتركوني احفظ القرآن الكريم.
- أدى فريضة الحج مع أبيه ولما وصل مكة أصابته حمى شديدة ولم تتركه الحمى إلا في يوم عرفة ثم رحل إلى دمشق لينهل من العلم حيث كانت دمشق آنذاك قلعة من قلاع العلم يتوافد إليها كل العلماء.
- وعندما نزل الإمام النووي إلى أرض دمشق التقى بخطيب الجامع جمال الدين عبده الكافي
- الأموي وعرفه برغبته في العلم وحرصه على التعلم فرأى في عينيه بريق النجابة وذكاء طالب العلم ولمس فيه حرصه على طلب العلم فأخذه من يده وذهب به إلى مفتي الشام تاج الدين عبد الرحمن الفركاح وهو يعتبر أول شيوخ الإمام النووي رحمه الله.
- ومنذ ذلك اليوم لم يترك الإمام النووي حلقات العلم وكان مجتهد في طلب العلم فأقبل عليه بكل كيانه وجوارحه فسبق الكل وتفوق على جميع أقرانه بل أنه فاق الشيوخ الذين تعلم منهم فجلسوا يتعلمون منه.
مؤلفات الإمام النووي رحمه الله
رغم أن الإمام لم يعش حياة طويلة ورغم أنه مات من مئات السنيين إلا أننا لا نزال حتى الآن نستفيد من علمه وكتبه والمؤلفات التي تركها للأمة ومنها ما يلي:
- كتاب منهاج الطالبين.
- وهو صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن.
- كتاب العمدة في تصحيح التنبيه.
- الأربعون النووية (في شرح الأحاديث النبوية).
- كتاب رياض الصالحين.
- كتاب الروضة.
- كتاب التبيان.
- بستان العارفين.
- مناقب الشافعي.
هل الإمام النووي تزوج؟
- عاش الإمام النووي رحمه الله 36 عامًا قضاها مع القرآن الكريم والحديث والكتابة والتأليف ومات ولم يتزوج ويُذكر أن أحد طلابه سأله ذات يوم: لماذا لم تتزوج يا مولانا؟ فأجاب الإمام النووي رحمه الله: لو تذكرت لفعلت.
- أي أنه انشغل بالعلم عن الزواج ولم يكتفِ الإمام النووي رحمه الله بالعلم فقط بل جمع بين العلم والعمل أيضًا.
كتاب التبيان في آداب حملة القرآن
كتاب التبيان في آدابّ حملة القرآن الذي قدم فيه الإمام النووي رحمه الله النصح لطلابه والإرشاد إلى آداب حملة القرآن الكريم وفضائل تلاوة القرآن وحملته التي تتمثل فيما يلي:
- تحقيق الخير والارتقاء بالمنزلة.
- تلاوة القرآن وحمله تجارة مع الله لقوله تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ”.
- شفاعة القرآن يوم القيامة لقول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ.
- طيب النفس والمعشر فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ, وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ).
- القرآن الكريم هو مجال التنافس الحقيقي لقوله صلى الله عليه وسلم: “لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ”.
- مضاعفة الحسنات وعلو المنزلة في الآخرة.
ملاحظة: لتحميل كتاب التبيان في آداب حملة القرآن PDF اضغط هنا.
من آداب حامل القرآن؟
التحلي بمكارم الأخلاق التي وردت بالشرع مثل:
- التواضع.
- الزهد.
- الحلم.
- السخاء.
- احترام الكبير.
- الصبر.
- بر الوالدين.
- الإحسان.
- الصدق.
- اتباع السُنة في المظهر.
- الإكثار من الذكر والدعاء.
- مراقبة الله تعالى في السر والعلن.
- الاعتماد في جميع الأمور على الله تعالى.
- تطهير القلب من الأدناس مثل حب الدنيا والشهوات والحقد والحسد والرياء والنفاق.
وفاة الإمام النووي صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن
توفي الإمام النووي صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن ليلة الأربعاء 25 رجب 676 هـ الموافق 22 ديسمبر 1277 م وكانت وفاته خسارة كبيرة للأمة الإسلامية لأنه كان عالمًا جمع بين الفقه والحديث وكان يقرأ على شيخه في كل ليلة اثني عشر درسًا، وترك خلفه أعظم المؤلفات التي يُعتد بها حتى الآن.
بهذه السطور نصل إلى ختام هذه المقالة عن صاحب كتاب التبيان في آداب حملة القرآن الإمام النووي -رحمه الله- وأهم مؤلفاته الأخرى.
