من هو كليم الله ولماذا لم يرسل الله له الوحي مع جبريل؟

من هو كليم الله ولماذا لم يرسل الله له الوحي مع جبريل؟

من هو كليم الله اختص الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى -عليه السلام- ليكلمه بنفسه دون حجاب ويُعد هذا تكريم عظيم لم يحظى به أي نبي من الأنبياء بخلاف سيدنا موسى عليه السلام الذي سمع ربه وأجابه من خلال حديث مباشر بينهما دون وحي ولذلك يُلقب بكليم الله وفيما يلي سنتعرف أكثر على من هو كليم الله ولماذا لُقب بهذا الاسم وأين كلم الله عز وجل وما هي معجزاته التي نزل بها.

من هو كليم الله وما معنى كليم الله؟

الكليم هو الكلام المباشر الذي يحدث بين اثنان دون وساطة، ولما كلم الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى سُمى بـ كليم الله وذلك لأن الله تحدث معه وأجابه موسى عليه السلام وطلب منه أيضًا أن يرافقه أخاه هارون ليساعده في تبليغ الرسالة فهو أفصح منه لسانًا حيث قال تعالى على لسان موسى -عليه السلام- { هَٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِىٓ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ}.

لماذا كلم الله موسى؟

  • بعد أن أجبنا عن سؤال من هو كليم الله وما معنى كلمة كليم ، نجيب على سؤال أخر لا يقل أهمية عن السابق ألا وهو لماذا كلم الله عز وجل سيدنا موسى -عليه السلام- ولم يرسل له الوحي مع جبريل عليه السلام سيد الملائكة؟
  • لقد كلم الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى ليبلغه بالرسالة حيث اختصه الله عز وجل بالحديث المباشر دون وحي وقِيل أن سبب تكليم الله لموسى مباشرةً وعدم إرسال جبريل -عليه السلام- ليبلغه بالوحي كما فعل مع باقي الأنبياء أن السبب في ذلك هو صعوبة الرسالة المكلف بها موسى عليه السلام والذي تم إرساله إلى أكبر جبابرة الأرض وأعظم طاغية في بني إسرائيل ألا وهو فرعون الذي كفر وأدعى الألوهية والربوبية بقوله أنا ربكم الأعلى.
  • وهكذا فسر بعض العلماء حكمة الله عز وجل من تكليم موسى مباشرةً دون وحي ودون وساطة ولكن تظل حكمة الله في كل الأمور مجهولة ولا يعلمها إلا هو عالم الغيب والشهادة.

أين كلم الله عز وجل موسى عليه السلام؟

كلم الله عزّ وجلّ موسى في “طُوى” وهو وادِِ يُسمى بهذا الاسم حيث قال تعالى: {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} وهذا الوادي عبارة عن أرض مباركة طاهرة لأن الله سبحانه وتعالى ووصفها “بالوادي المقدس” ويُقال أن هذا الوادي يقع في مصر في سيناء.

من هو كليم الله وما هي معجزاته؟

للإجابة عن سؤال من هو كليم الله وما هي معجزاته؟ لابد أن نعرف أن معجزات نبي الله موسى -عليه السلام- تعددت كثيرًا فكانت حوالي 9 معجزات وهي كالتالي:

  • معجزة الطوفان.
  • معجزة العصا.
  • الضفادع.
  • الدم.
  • الجراد.
  • القمل.
  • شق البحر بالعصا.
  • طعام المن والسلوى.
  • تظليله بالغمام.
  • معجزة اليد البيضاء.
اقرا ايضا:  افضل دعاء زيارة القبور مستجاب
معجزات موسى كليم الله
معجزات موسى كليم الله

من هو كليم الله وما قصته مع العبد الصالح؟

  •  كان موسى عليه السلام خطيبًا، يخطب في الناس ويعلمهم ويذكرهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وفي أحد الأيام سُئل موسى -عليه السلام- وهو يخطب، سأله أحد من بني إسرائيل قائلًا: “يا موسى مَنّ أعلم الناس، مَنّ أعلم بمن في الأرض؟”.
  •  لم يكن موسى -عليه السلام- يعرف أحدًا غيره، فرّد على السائل قائلًا: “أنا” لأنه هو كليم الله عز وجل هو الذي تعلم التوراة ويعلمها للناس، فعاتبه الله عز وجل، كيف تقول هذا يا موسى، هناك عبد لي على علم لا تعلمه أنت يا موسى، ويعرف أشياء لا تعرفها أنت.
  • فلما علم موسى -عليه السلام- بذلك لم يفعل مثل ما يفعله الكثير من الناس من كره وبُغض وحسد لكنه عزم على الرحيل ليطلب العلم من هذا الرجل رغم أنه كان أقل منه مكانة ومنزلة.

من هو كليم الله الذي صاحب الخَضر في رحلته؟

  • استعد موسى -عليه السلام- للرحيل والسفر لكي يقابل ذلك العبد الصالح الذي يُسمى “الخَضر” ويتعلم منه، ولقد أعطاها الله عز وجل علامة تساعده في إيجاد الرجل حيث أخبره أن يحمل معه سمكة “حوت” وعندما يفقد هذه السمكة ففي المكان الذي يفقدها فيه سيجد ذلك الرجل المقصود.
  • فإذا بموسى -عليه السلام- يأخذ معه فتاه “يوشع بن نوح” الذي يحمل المكتل “والمكتل هو قفة مصنوعة من ورق النخل” ويضع فيه سمكة ويذهبا سويًا في اتجاه البحر.
  • وعندما وصلا إلى البحر تعب سيدنا موسى -عليه السلام- ونام بينما ظل “يوشع بن نوح” مستيقظًا وجالسًا وفي أثناء ذلك يرى المكتل يهتز والسمكة الميتة منذ زمن تُبث فيها الروح مرة أخرى وتقفز إلى البحر وشقت طريقها فيه.
  • وبعد ساعات استيقظ موسى -عليه السلام- من نومه ونسي “يوشع” أن يخبره بما حدث من أمر السمكة أو الحوت وكأن الله عز وجل قّدر لهما ذلك لأنه يريد أمرًا ما.
  • مشى موسى -عليه السلام- مع “يوشع بن نوح” حتى وصلا إلى مكان فقال موسى لفتاه: “آتنا غدائنا لقد تعبنا من سفرنا فاصنع لنا طعامًا”.
  • فلما ذهب “يوشع بن نوح” لكي يصنع الطعام فتح المكتل فتذكر أمر السمكة أو الحوت فأخبر به موسى -عليه السلام- إذ يقول الحق تبارك وتعالى على لسان “يوشع بن نوح” قال تعالى:﴿ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا﴾.
  • فقال موسى -عليه السلام- هذه العلامة يا “يوشع” التي سنجد عندها العبد الصالح الذي ما سافرت إلا لكي ألقاه، إذ يقول الحق تبارك وتعالى على لسان “سيدنا موسى” في سورة الكهف قال تعالى: ﴿قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾.
  • وتقصّي موسى -عليه السلام- الأثر ورجع مع “يوشع” إلى المكان الذي فقدا فيه السمكة وفي طريق عودتهما رأيا العجب حيث تحولت الأرض التي كانت صحراء قاحلة إلى أرض خضراء فجأة ونظر موسى -عليه السلام- إلى الأرض فوجد رجل مُستلقي على ظهره على أرضٍ خضراء فاقترب منه وسلم عليه وعرف أنه العبد الصالح كما عرف كلًا منهما الأخر.
  •  فقال موسى للخضر العبد الصالح أريد أن أصاحبك لكي أتعلم من العلم الذي علّمه لكَ الله عز وجل فقال له لن تستطيع معي صبرا.
  • فوعده موسى عليه السلام أن يكون صبورًا ومطيعًا له ومشيا معًا بعد أن اشترط الخضر على موسى ألا يسأله عن شيء ولكن في طريقهما كلما وجد موسى -عليه السلام- شيئًا غريبًا سأل عنه.
  • حيث وجد سفينة في البحر فخرقها الخضر فسأل موسى -عليه السلام- مستنكرًا فعل الخضر: ” أخرقتها لتغرق أهلها؟!” فرّد الخضر” “ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا”.
  • كذلك وجدا طفلًا صغيرًا فقتله الخضر ثم وجدا جدار على وشك أن ينقض ويهبط فأقامه الخضر وبناه فقال له موسى: “لو شئت لأتخذت عليه أجرا”.
  • وهكذا كان موسى -عليه السلام- يسأل عن كل شيء يحدث أمامه فأخبره الخضر مما علمه الله من لدنه فقال: ” أن السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر وكان هناك ملك يأخذ كل سفينة غصبًا فخرقتها بثقب صغير حتى لا يأخذها الملك منهم وفي نفس الوقت يستطيع أصحاب السفينة أن يصلحوا الثقب بقطعة صغيرة من الخشب، أما الغلام فكان أبواها صالحين والغلام سيكون عاصي فقتلته ليبدلهما الله خيرًا منه، وأما الجدار فكان تحته كنز دفنه رجل صالح لأبنائه فقمت بإقامة الجدار حتى يكبر الأبناء ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما”.
  • وهكذا عرف الخضر من هو كليم الله موسى كما عرف موسى العبد الصالح الذي زاده الله علمًا وانتهت قصتهما بعد أن فهم موسى الدرس جيدًا وأنه لا يوجد في السموات والأرض من هو أعلم من الله.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال اليوم بعنوان من هو كليم الله وتعرفنا فيه لماذا سُمي بهذا اللقب؟ وما هي معجزاته وقصته مع العبد الصالح، نتمنى لكم الاستفادة وننتظر تعليقاتكم عن هذا الموضوع “من هو كليم الله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *