عناصر المقالة
دعاء أبي حمزة الثمالي، وهو الدعاء المقتبس الذي يقال في رمضان وهو شعر العبادات والابتهالات وتلاوة القرآن الكريم والتقرب إلي الله سبحانه وتعالى بالدعاء ومن أشهر الأدعية التي تقال في رمضان دعاء الامام زين بن عبدالسلام والمعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي.
دعاء أبي حمزة الثمالي
يعتبر أبي حمزة الثمالي واحد من أهم المفسرين الشيعين عند أهل الكوفة، وهو من أبرز علماء الشيعة في القدم، ويتميز دعاء بأنه يكثر ترديده في شهر رمضان المبارك، وذلك الدعاء هو:
- اِلهي لا تُؤَدِّبْني بِعُقُوبَتِكَ، وَلا تَمْكُرْ بي في حيلَتِكَ، مِنْ اَيْنَ لِيَ الْخَيْرُ يا رَبِّ وَلا يُوجَدُ إلاّ مِنْ عِنْدِكَ، وَمِنْ اَيْنَ لِيَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطاعُ إلاّ بِكَ، لاَ الَّذي اَحْسَنَ اسْتَغْنى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَلاَ الَّذي اَساءَ وَاجْتَرَأَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ حتّى ينقطع النّفس
- وَتَوَجَّهْتُ اِلَيْكَ بِحاجَتي، وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتي، وَبِدُعائِكَ تَوَسُّلي مِنْ غَيْرِ اِسْتِحْقاق لاِسْتِماعِكَ مِنّي، وَلاَ اسْتيجاب لِعَفْوِكَ عَنّي، بَلْ لِثِقَتي بِكَرَمِكَ، وَسُكُوني اِلى صِدْقِ وَعْدِكَ
وَلَجَائي اِلَى الاْيمانِ بِتَوْحيدِكَ، وَيَقيني بِمَعْرِفَتِكَ مِنّي اَنْ لا رَبَّ لي غَيْرُكَ، وَلا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْقائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَوَعْدُكَ صِدْقٌ (وَاسْأَلاوُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اِنَ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً)، وَلَيْسَ مِنْ صِفاتِكَ يا سَيّدي اِنْ تَأمُرَ بِالسُّؤالِ وَتَمْنَعَ الْعَطِيَّةَ، وَاَنْتَ الْمَنّانُ بِالْعَطِيّاتِ عَلى اَهْلِ مَمْلَكَتِكَ، وَالْعائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأفَتِكَ، اِلهي رَبَّيْتَني في نِعَمِكَ وَاِحْسانِكَ صَغيراً، وَنَوَّهْتَ بِاِسْمي كَبيراً، فَيا مَنْ رَبّاني فِي الدُّنْيا بِاِحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ وَنِعَمِهِ
وَاَشارَ لي فِي الاْخِرَةِ اِلى عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ، مَعْرِفَتي يا مَوْلايَ دَليلي عَلَيْكَ، وَحُبّي لَكَ شَفيعي اِلَيْكَ، وَاَنَا واثِقٌ مِنْ دَليلي بِدَلالَتِكَ، وَساكِنٌ مِنْ شَفيعي اِلى شَفاعَتِكَ، اِذا رَاَيْتُ مولاي ذنوبي فَزِعْتُ وَاِذا رَاَيْتُ كَرَمَكَ طَمِعْتُ فَاِنْ عَفَوْتَ فَخَيْرُ راحِمٍ وَاِنْ عَذَّبْتَ فَغَيْرُ ظالِمٍ حُجَّتى يا اَللّهُ في جراتي عَلى مَسْئَلَتِكَ مَعَ اِتْيانى
ما تَكْرَهُ جُودُكَ وَكَرَمُكَ وعدتي في شدتي مَعَ قِلَّهِ حيائي رأفتك وَرَحْمَتُكَ وَقَدْ رَجَوْتُ اَنْ لا تَخيبَ بَيْنَ ذَيْنِ وَذَيْنِ منيتي فَحَقِّقْ رجائي وَاسْمَعْ دعائي يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داعٍ وَاَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ عَظُمَ يا سَيِّدى اَمَلى وساء عمل فَاَعْطِنى مِنْ عَفْوِكَ بِمِقْدارِ اَمَلى وَلا تؤاخذني بالسوء عملي فَاِنَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَنْ مُجازاهِ الْمُذْنِبينَ وَحِلْمَكَ يَكْبُرُ عَنْ مكافاة الْمُقَصِّرينَ إلهي لا تؤدبني بعقوبتك
ولا تمكر بي في حيلتك ، من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك ، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا بك ، لا الذي أحسن استغنى عن عونك ورحمتك ، ولا الذي أساء واجترء عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك ، يا رب يا رب – حتى ينقطع النفس – بك عرفتك وأنت دللتني عليك ، ودعوتني إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت .
تابع دعاء أبي حمزة الثمالي مكتوب
الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني ، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني ، والحمد لله الذي اناديه لكما شئت لحاجتي ، وأخلو به حيث شئت لسري ، بغير شفيع فيقضي لي حاجتي . والحمد لله الذي ادعوه ولا أدعو غيره ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي، والحمد لله الذي ارجوه ولا أرجو غيره ولو رجوت غيره لأخلف رجائي
والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني والحمد لله الذي تحبب إلي وهو غني عني ، والحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لا ذنب لي ، فربي أحمد شئ عندي ، وأحق بحمدي . اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة ، ومناهل الرجاء إليك مترعة ، والاستعانة بفضلك لمن أملك مباحة
وأبواب الدعاء إليك للصارخين مفتوحة . وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة ، وللملهوفين بمرصد إغاثة ، وأن في اللهف إلى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين ، ومندوحة عما في أيدي المستأثرين ، وإن الراحل إليك قريب المسافة ، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا ان تحجبهم الأعمال السيئة دونك . وقد قصدت إليك بطلبتي ، وتوجهت إليك بحاجتي ، وجعلت بك استغاثتي
- وبدعائك توسلي، من غير استحقاق لاستماعك مني، ولا استيجاب لعفوك عني بل لثقتي بكرمك ، وسكوني إلى صدق وعدك ، ولجائي إلى الايمان بتوحيدك ، ويقيني بمعرفتك مني : أن لا رب لي غيرك ، ولا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك . اللهم أنت القائل وقولك حق ووعدك صدق : ( واسألوا الله من فضله إن الله كان بكم رحيما ) ، وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية ، وأنت المنان بالعطايا على أهل مملكتك ، والعائد عليهم بتحنن رأفتك
- إلهي ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرا ، ونوهت باسمي كبيرا ، يا من رباني في الدنيا باحسانه وتفضله ونعمه ، وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه ، معرفتي يا مولاي دليلي عليك ، وحبي لك شفيعي إليك ، وأنا واثق من دليلي بدلالتك ، وساكن من شفيعي إلى شفاعتك . أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه
- رب أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه ، أدعوك يا رب راهبا راغبا راجيا خائفا ، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت ، وإذا رأيت كرمك طمعت ، فان عفوت فخير راحم ، وإن عذبت فغير ظالم . حجتي يا الله في جرأتي على مسألتك مع إتياني ما تكره جودك وكرمك ، وعدتي في شدتي مع قلة حيائي منك رأفتك ورحمتك ، وقد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتي
- فصل على محمد وآل محمد ، وحقق رجائي ، واسمع ندائي ، يا خير من دعاه داع ، واحسن وأفضل من رجاه راج . عظم يا سيدي أملي ، وساء عملي ، فأعطني من عفوك بمقدار أملي ، ولا تؤاخذني بسوء عملي ، فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين ، وحملك يكبر عن مكافات المقصرين
وأنا يا سيدي عائذ بفضلك ، هارب منك إليك ، متنجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا . وما أنا يا رب وما خطري ؟ هبني بفضلك ، وتصدق علي بعفوك ، أي رب جللني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك ، فلو اطلع اليوم ضدعلى ذنبي غيرك ما فعلته ، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته ، لا لأنك أهون الناظرين إلي ، وأخف المطلعين علي ، بل لأنك يا رب خير الساترين ، وأحلم الأحلمين ، وأكرم الأكرمين ، ساتر العيوب
غفار الذنوب ، علام الغيوب ، تستر الذنب بكرمك ، وتؤخر العقوبة بحلمك . فلك الحمد على حلمك بعد علمك ، على عفوك بعد قدرتك ، ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني ، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي ، ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك ، وعظيم عفوك . يا حليم يا كريم
يا حي يا قيوم ، يا غافر الذنب ، يا قابل التوب ، يا عظيم المن ، يا قديم الإحسان أين سترك الجميل أين عفوك الجليل أين فرجك القريب ، أين غياثك السريع ، أين رحمتك الواسعة ، أين عطاياك الفاضلة ، أين مواهبك الهنيئة ، أين كرمك يا كريم ؟ به وبمحمد وآل محمد عليهم السلام فاستنقذني ، وبرحمتك فخلصني . يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل !
من هو أبي حمزة الثمالي
وهو يدعي ثابت بن أبي صفية دينار الكوفي ولقب بأبي حمزة الثمالي وهو راوي ومفسر شيعي كوفي، وهو كان من أصحاب أربعة من ائمة الشيعة الكوفي وهو علي بن الحسين، محمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسي الصادق.
وولد ونشأ في مدينة الكوفة بالعراق، ويعتبر هو من أبرز علماء الشيعة ولقد تألق في الحديث والفقه و علوم اللغة، ومن مؤلفاته النوادر والزهد و تفسير القرآن الكريم.
من هو مؤلف دعاء أبي حمزة الثمالي
لقد ألف ذلك الدعاء بواسطة الإمام زين العابدين، ولكن رواه أبي حمزة الثمالي ويقال ذلك الدعاء في ليالي شهر رمضان الكريم ، ويحتوي ذلك الدعاء علي مفاهيم كثيرة في التوبة والانابة وإصلاح النفس.
فوائد دعاء أبي حمزة الثمالي
- يعتبر الدعاء أول طريق لكي تتوب وترجع إلي الله سبحانه وتعالى.
- يطلب فيه العبد من الله عز وجل الخير والرزق والمغفرة والتوبة.
- في كل مرة يطلب فيها العبد من ربة يستجيب له ربه، ومن المحتمل أن يؤخر الإجابة للدعاء لينالها في الآخرة.
- يعتبر دعاء أبي حمزة الثمالي من أفضل الأدعية المأخوذة عن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.