حكم صحة حديث صوت المرأة عوره في المذاهب الأربعة

حكم صحة حديث صوت المرأة عوره في المذاهب الأربعة

ينتشر بين الناس حديث صوت المرأة عوره فما صحة هذا القول وهل يعتبر صوت المرأة عورة في قراءة القرآن وتلاوته؟ في هذا المقال سنتعرف على أجوبة كل هذه التساؤلات التي يطرحها كثير من المتابعين عبر مواقع الانترنت المختلفة، فكونوا معنا.

حديث صوت المرأة عوره 

  • اعتنَت الشريعة الإسلامية بالمرأةِ في كل النواحي وشتى المجالات فشرَعَ لها الإسلام جميع ما يحفظها من الفتنة وما يحفظ كرامتها وحياءَها أينما كانت كما علا القرآن الكريم من شأنها وأظهر حقوقها وبيّنها.
  • ومن الجدير بالذكر أن حديث صوت المرأة عوره هو ليس حديثًا صحيحًا وإنما هي مقولة شاعت بين الناس وربما تكون رأيًا لأحد العلماء المتشددين فلا يوجد في القرآن الكريم ولا السُنة النبوية ما يثبت أو يؤكد أن صوت المرأة عورة.

هل صوت المرأة عورة؟

  • صوت المرأة ليس بعورة لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ).
  • وبالتالي يتضح من الآية الكريمة أن النهي لم يأتِ عن صوت المرأة والحديث المجرد العادي ولكن النهي جاء عن الخضوع بالقول ويقصد بالخضوع ترقيق وتنعيمه مما يثير الشهوات فيطمع من في قلبه مرض وقد قال المولى تبارك وتعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا). 
  • أما عن حديث صوت المرأة عوره فهو من المأثورات الشائعة بين الناس فلو كان صوتها عورة لوجدنا عشرات الأدلة التي تثبت ذلك.
هل صوت المرأة عوره
هل صوت المرأة عوره

هل صوت المرأة حرام؟

  • صوت المرأة ليس حرامًا وليس بعورة كما أكد كبار الأئمة والفقهاء وعلماء الدين وقديمًا كانت النساء يشاركنّ الرجال في العمل والتعلم والنقاش وفقًا للضوابط الشرعية التي أمر بها الإسلام وهي عدم الخضوع بالقول أو إثارة الشهوات.
  • وهناك العديد من النصوص الشرعية والأحاديث والآيات القرآنية التي تثبت أن صوت المرأة ليس حرامًا وليس بعورة.
  • ففي القرآن الكريم نجد قصة ابنتي سيدنا شعيب عليه السلام وهنّ تتحدثان إلى نبي الله موسى عليه السلام عندما وَرد ماء مَدين 
  • ويدور بينهم الحوار الذي ذكره الله تعالى في سورة القصص في قوله: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ).
  • فلو كان حديث صوت المرأة عوره حديثًا صحيحًا لما ورد في القرآن الكريم هذا الحوار الذي دار بين ابنتي سيدنا شعيب والنبي موسى عليهم السلام أجمعين.

صحة حديث صوت المرأة عوره

  • كما أشرنا من قبل أن حديث صوت المرأة عوره ليس حديثًا نبويًا صحيحًا وإنما هو مقولة شاعت بين الناس وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم 
  • كانت المرأة حاضرة بقوة ولها العديد من المواقف حيث كانت النساء يسألنّ النبي صلى الله عليه وسلم في وجود الصحابة فلا يأمر النبي الرجال بالقيام، أو الانصراف حتى لا يسمعوا صوت النساء بل أن هناك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يستمع فيها إلى النساء يسألنه فيجيب ويرد عليهنّ. 
  • ويروى عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: (قالتِ النِّسَاءُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِن نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ، فَكانَ فِيما قَالَ لهنَّ: ما مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِن ولَدِهَا، إلَّا كانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ: واثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: واثْنَتَيْنِ).
  • ووجه الدلالة في الحديث السابق أن لو كان صوت المرأة عورة لكان النبي 
  • صلى الله عليه وآله وسلم، قد امتنع عن سماعه.
اقرا ايضا:  شرح وتفسير من هم الأيامى
هل صوت المرأة عوره
هل صوت المرأة عوره

صوت المرأة في المذاهب الأربعة

  • اتفق جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة على أن صوت المرأة ليس عورة؛ وقد قال الإمام النووي الشافعي -رحمه الله- في كتاب المجموع أن الأصح أن صوت المرأة ليس بعورة.
  • وكذلك قال الفقيه البجيرمي الشافعي أن صوت المرأة ليس عورة ولكن يَحْرُمُ الاستماع والإصغاء إليه خوفًا من الفتنة. 
  • وقال المرداوي في شرح “منتهى الإرادات” وهو حنبلي المذهب أن صوت الأجنبية أو المرأة ليس بعورة ولكن يَحْرُمُ الاستماع إليه بغية التلذذ به.
  • وقال الإمام الغزاليُّ عليه رحمة الله تعالى أن صوت المرأة ليس بعورة في غير الغناء لأن الغناء يثير الشهوات ولكن الكلام المجرد ليس عورة ففي زمن الصحابة رضوان الله عنهم كن النساء يكلِّمن الرجال في أمور الحياة دون أن يخضعنّ أو يرققنّ من أصواتهنّ وذلك لقوله تعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا).
  • كما نصَّ الفقيه بن عابدين الحنفي -عليه رحمة الله تعالى- في حاشيته الدر المختار قوله (وصوتها) معطوفًا على المستثنى أي أنه ليس عورة وقد أقرَّ بذلك البرهان الحلبي والإمام أبو العباس القرطبي.
  • وهكذا اجمعت المذاهب الأربعة على أن صوت المرأة ليس بعورة.
حديث صوت المرأة عوره
حديث صوت المرأة عوره

متى يكون صوت المرأة عورة؟

ليس هناك مذهب فقهي يقول أن صوت المرأة عورة إلا الخضوع بالقول لأن خضوع المرأة يُطمِع الرجال فيها وهذا هو الممنوع والمنهي عنه في القرآن الكريم لقوله تعالى: «فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا».

متى يكون صوت المرأة عورة؟
متى يكون صوت المرأة عورة؟

ما هو الخضوع بالقول وهل حديث صوت المرأة عوره صحيح؟

  • الخضوع بالقول هو ترقيق صوت المرأة والتغنج والدلال في الكلام مما يبعث على الشهوة في كل من في قلبه مرض فيطمع بها ويتلذذ بصوتها ولقد نهى الله تعالى عن الخضوع بالقول ولكنه لم ينهى عن صوت المرأة عامة بل أباح القول المعروف.
  • وقد أقر الشافعية أن صوت المرأة في حد ذاته ليس عورة إذ يحق لها الكلام والبيع والشراء والإدلاء بشهادتها أمام الحكام وفقًا لضوابط الشريعة الإسلامية.
  • أما عن حديث صوت المرأة عوره فهو غير صحيح ولم يؤكده أي مذهب من المذاهب الأربعة.
اقرا ايضا:  من هو الملحد وما هي أسباب الإلحاد وانتشاره في الدول العربية

حكم تلاوة المرأة للقرآنَ الكريم أمام الرجال

  • قراءة القرآن الكريم فيها خير كبير وعظيم فهي من أفضل الأعمال لقوله -تعالى-:«إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ».
  • وفي السنة النبوية يقول -صلى الله عليه وسلم-:«اقرؤوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة».
  • إذ ينبغي للمسلم والمسلمة الحرص على تلاوة القرآنَ الكريم لما فيه من خير لا ينضب، ولكن حكم قراءة المرأة للقرآن الكريم أمام الرجال أو الأجانب فيه اختلاف كبير حيث اتفق العلماء أنه لا يجوز للمرأة تلاوة وترتيل القرآنَ الكريم أما الرجال كما لا يجوز لها أن تؤذن أو ترفع الأذان للصلاة في المساجد.
  • وقد استند العلماء في هذا الحكم إلى قوله تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا).
  • كما أن قراءة وترتيل القرآن تحتاج إلى تجويد وترخيم وتنغيم في طبقات الصوت وهذا ما نهى الله عنه في الآية الكريمة لذلك لا ينبغي للمرأة أن تتلو أو ترتل القرآن أمام الرجال إلا إذا كانت مضطرة إلى ذلك وفي هذه الحالة يجب أن تقرأه بصوت عادي دون ترخيم أو تجويد.

هل صوت المرأة عورة عند الشافعية؟

  • صوت المرأة عند الشافعية ليس عورة والدليل في “مغني المحتاج” وقول الشربينيُّ الشافعيُّ أن صوت المرأة ليس عورة، كما يجوز الإصغاء أو الاستماع إليه إذا أَمْنِ الفتنة وبالتالي فإن حديث صوت المرأة عوره لا يصح ولا يثبت في السُنة النبوية.

هل يجوز أن يسمع الرجل صوت المرأة؟

  • يجوز للرجل أن يسمع صوت الأجنبية شرط أن يأمن على نفسه من الفتنة فلا يتلذذ بصوتها أو يشتهيه مما يجعله يقع في الحرام والعياذ بالله. 
  • كما تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تخضع في قولها أو ترقق من صوتها فيكون مهيَّجاً للسامع ومثيرًا لشهواته فإن فعلت ذلك فهي تقع في إثم عظيم قد نهى عنه الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الأحزاب إذ قال تعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا).

هل صوت المرأة في اليوتيوب حرام؟

يذكر بعض العلماء أن صوت المرأة في اليوتيوب ليس حرامًا طالما كانت تحرص على تجنب الخضوع بالقول وطالما كانت هذه القناة ذات مصلحة أو منفعة عامة معتبرة، كأن تستفيد منها بعض النساء على سبيل المثال أو يتم من خلالها نشر العلم الشرعي فهذا العمل جائز، بل وتؤجر المرأة عنه.

هل صوت المرأة في اليوتيوب حرام؟
هل صوت المرأة في اليوتيوب حرام؟

إلى هنا نصل إلى ختام هذا الموضوع عن حديث صوت المرأة عوره والذي تعرفنا من خلاله على حكم صوت المرأة في المذاهب الأربعة وحكم قراءة المرأة للقرآن الكريم أمام الرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *