عناصر المقالة
يبين لنا حديث الرسول عن الاضحية العديد من السنن والشروط والأحكام التي ينبغي علينا معرفتها قبل إقامة هذه الشعيرة الإسلامية المهمة حيث تُعد الأضحية إحدى شعائر أهل الإسلام الذين يتقربون بها إلى الله تعالى وتكون هذه الأضحية من بهيمة الأنعام ويتم نحرها خلال أيام عيد الأضحى ويستمر النحر حتى غروب شمس ثالث أيام التشريق وهو رابع أيام العيد، وفيما يلي سنتعرف على حديث الرسول عن الاضحية وشروطها وأحكامها والسُنن الخاصة بها، فتابعوا معنا.
حديث الرسول عن الاضحية
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عملَ آدميٌّ منْ عملٍ يومَ النحرِ، أحبَّ إلى اللهِ منْ إهراقِ الدمِ إنها لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها، وأشعارِها، وأظلافِها، وإنَّ الدمَ ليقعَ من اللهِ بمكانٍ، قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فطيبُوا بها نفسًا».
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وجدَ سَعَةً فلَم يُضَحِّ، فلا يَقْرَبنَّ مُصَلاَّنا».
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ».
ما هو حكم الأضحية؟
- اختلف العلماء والفقهاء حول حكم الأضحية فبعضهم قال أن الأضحية سنة مؤكدة وهذا القول لجمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة، والذين استدلوا على أن الأضحية هي سنة مؤكدة بقول أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».
- أما القول الثاني أن الأضحية واجبة، وذهب لهذا القول كلًا من أبو حنيفة، والليث بن سعد والثوري ومالك.
- أما عن القول الراجح لدى الفقهاء في حكم الأضحية فهي سُنة مؤكدة إذ لا ينبغي تركها لقوله تعالى في سورة الكوثر: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”.
- كما أن الأضحية سُنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك يجب اتباع سنته لقوله تعالى في سورة الأحزاب: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً”.
حديث الرسول عن فضل الأضحية
- سأل الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في شأن الأضحية فقالوا: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة حسنة قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة.
- وفي حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم، وإنه يؤتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله -عز وجل- بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسًا”.
أفضل وقت للأضحية
- من شروط صحة الأضحية أن تكون في وقتها، ووقت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد ولذا من السُنة التبكير بصلاة عيد الأضحى حتى يتفرغ الناس لذبح الأضاحي بينما من السُنة تأخير صلاة عيد الفطر حتى يفطر الناس ويقومون بتوزيع صدقات الفطر قبل الصلاة.
- وذبح الأضحية قبل صلاة العيد لا يجوز لقوله تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”.
- وقد روي عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَضْحًى إِلَى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ».
- ويستمر الذبح حتى غروب شمس رابع أيام العيد ولكن يُعد أفضل وقت للأضحية هو اليوم الأول بعد الصلاة.
طريقة ذبح الأضحية
- تعد الطريقة الصحيحة لذبح الأضحية كما جاء في السُنة النبوية فقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”.
- ومن آداب الأضحية أن يبدأ المُضحي بالبسملة فيقول: “بسم الله والله أكبر” ثم يدعو الله -عز وجل- بالقبول.
ما هي شروط وأحكام الأضحية الصحيحة؟
وكما يتبين من حديث الرسول عن الاضحية أن الأضحية تعتبر من السُنن المُؤكدة وهي شكر لله المُنعم الذي أحيانا وأبقانا لهذه الأيام المباركة والشعيرة المهمة لذلك فليس أقل من أن تُقدم -إن كنت قادرًا مستطيعًا- لله ذبيحة شكرًا له وحمدًا على كل نعمه، ومن شروط الأضحية الصحيحة وأحكامها كما يتضح من حديث الرسول عن الاضحية ما سنذكره في السطور التالية:
- الشرط الأول أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام وبهيمة الأنعام هي الإبل والبقر والغنم بنوعيها الضأن والماعز.
- الشرط الثاني أن تكون في السن المعتبرة ولكل نوع من الأنعام سن معتبرة بالنسبة إلى الإبل أقل سن هو 5 سنوات فلا يجوز الأضحية بالإبل التي تبلغ من العمر 4 سنوات، وبالنسبة إلى البقر أقل شيء سنتين وبالنسبة للغنم أقل شيء 6 أشهر أما الماعز فأقل شيء هو سنة.
- الشرط الثالث للأضحية الصحيحة أن تكون سالمة من العيوب لقوله صلى الله عليه وسلم-: (أربعٌ لا تجوزُ في الضَّحايا: العَوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها، والعَرجاءُ البيِّنُ ضَلَعُها والكبيرةُ الَّتي لا تَنقَى).
- أما الشرط الأخير أن يتم ذبح الأضحية في وقتها ووقتها هو بعد صلاة العيد ويستمر الذبح حتى غروب شمس ثالث يوم من أيام التشريق وهو الموافق رابع أيام العيد أما من يذبح الأضحية قبل صلاة العيد فهو لحم قدمه لأهله وليست أضحية لأن الأضحية تكون بعد صلاة العيد.
ما هي سُنن الأضحية؟
يتبين من حديث الرسول عن الاضحية أنه توجد عدة سنن لذبح الأضاحي منها ما يلي:
- توجيه الذبيحة نحو القبلة.
- التسمية والتكبير عند الذبح إذ يقول المضحّي: “باسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك”.
- حد الشفرة وإحسان الذبحة إعمالًا بما جاء من حديث الرسول عن الاضحية لقوله -صلى الله عليه وسلم- : (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
- ومن سنن الأضحية أيضًا أن يتصدق المضحّي بجزء من أضحيته على الفقراء، وجزء للأقارب والأهل وجزء يأكل منه.
متى لا تجوز الأضحية؟
يذكر علماء الحديث في تفسير حديث الرسول عن الاضحية أن هناك مجموعة من الحالات التي لا تجوز الأضحية فيها ومن هذه الحالات ما يلي:
- لا تجوز الأضحية إذا وجدت بها بعض العيوب كأن تكون عرجاء أو عمياء أو عوراء أو مريضة أو عجوز كبيرة في السن أو هزيلة ونحيفة.
- لا تجوز الأضحية في غير وقتها أي قبل صلاة العيد وذلك وفقًا لما جاء في حديث الرسول عن الاضحية حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، ومَن كانَ لَمْ يَذْبَحْ حتَّى صَلَّيْنَا فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ).
- لا تجوز الأضحية إذا كانت تحت السن المعتبرة لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ) ولقد قمنا بتوضيح السن المعتبرة لكل نوع من أنواع الأنعام في الفقرة السابقة، (راجع فقرة شروط الأضحية الصحيحة).
بهذه السطور نصل لختام موضوع اليوم عن حديث الرسول عن الاضحية وشروطها وأحكامها والسُنن الخاصة بها.