عناصر المقالة
من هو زكريا سؤال يبحث عن إجابته الآباء والأمهات ليقصوا على أبنائهم قصته وليستطيعوا الرد على هذا السؤال الذي يوجهه الأبناء لهم بالشكل الصحيح، لذلك سنقدم لهم كل المعلومات اللازمة عن زكريا خلال السطور القادمة كما سنلقي الضوء على قصته مع السيدة مريم العذراء.
هل تعلم من هو زكريا
من هو زكريا إنه النبي زكريا وهو من بني إسرائيل، يرجع نسب زكريا عليه السلام إلى النبي داوود وهو ابن برخيا بن مسلم بن صدوق بن حشبان بن سليمان بن داوود وهو من بني ماتان، وقيل إنه زكريا بن دان أو لدن وقد ولد قبل مولد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وكان زكريا أبًا ليوحنا المعمدان وللنبي يحيى عليه السلام.
زكريا بن داود كان من الرهبان خادمي الهيكل وكان إمامه ورئيسه عمران والد السيدة مريم العذراء إضافة إلى أن زوجة عمران (حنة) كانت أخت زوجة زكريا (اليصابات)، كانت حنة عاقرًا لمدة 30 عامًا وذات ليلة استجاب الله لدعائها ودعاء زوجها بأن يمنحهما بطفل ولهذا فور علمها بالحمل نذرت جنينها ليكون خادمًا لبيت المقدس وتمنت أن يكون مولودها ذكرًا لكن الله منحها أنثى أطلقت عليها اسم مريم.
كان زكريا عليه السلام يعمل في مجال النجارة وكان النبي الذي بعثه الله في بني إسرائيل ليدعوهم إلى عبادة الله وللتوحيد وكان ذلك في الوقت الذي كان ملوك بني إسرائيل كافرين و ظالمين وفاسقين و سلطوا على الصالحين الأتقياء.
قصة زكريا مع السيدة مريم
بعد معرفتنا إجابة سؤال من هو زكريا سنحكي قصة رعاية زكريا عليه السلام للسيدة مريم في طفولتها إلى أن رزقت بالنبي عيسى عليه السلام، بدأت القصة من وقت حمل حنة الطفلة مريم وتقديمها لبيت المقدس لتنفيذ ما نذرته على نفسها
وقد توفي والدها عمران في هذا التوقيت لكن الربانيين كانوا يتنافسون على رعاية ابنة إمامهم لكن زكريا أصر على كفالته لها مما أدى للخصومة بينهم فانتهى الأمر بعمل قرعة لمعرفة من يكفل الطفلة الصغيرة وكانت نتيجة القرعة لصالح زكريا ووقتها شعر زكريا بأنه يشتاق لأن يكون لديه ذرية ودعا الله أن يعطيه ذكرًا ليكون مؤهلا لميراث الشريعة عنه وعن زملائه العلماء من نسل يعقوب لأنه كان يخف أن يصبح أحد الموالين من الجهلة والذين يتلاعبون بالدين رئيسًا دينيًا لبني إسرائيل وقد استجاب له الله ومنحه يحيى الذي بشره الملائكة بقدومه أثناء صلاته في المحراب.
في الديانة المسيحية زكريا ليس نبيًا لكنه رجل صالح وأحد كهنة فرقة ابيا سالك وهو أبو القديس يوحنا المعمدان، أما في القرآن الكريم فقد ذكر اسم زكريا 7 مرات في سورة آل عمران وتحديدًا في الآيتين الـ37 و الـ38، في سورة الأنعام في الآية رقم 85، في سورة مريم في الآيتين الثانية والسابعة، في سورة الأنبياء في الآية رقم 89.
كان يرى لمريم كرامات عظيمة منها وجود فواكه صيفية وقت الشتاء أو فواكه شتوية في وقت الصيف ولما كان يسألها ممن أتت بهذه الفواكه في غير أوقاتها كانت تجيبه بأنها من عند الله ومن هذا الوقت تيقن زكريا أن الله يستطيع أن يمنحه الذرية بالرغم من أنه كان كبير في السن وامرأته كانت عقيمًا.
دعاء زكريا عليه السلام
فور تيقنه بأن الله قادر على إعطائه ذرية بدأ يدعوه في صلواته بأن يعطيه ابنًا ليردع الناس عن الفساد والظلم بعد وفاته وأن يدعوهم لعدم الشرك بالله فقد كان يخاف من أن يتصرف الناس بعده بسوء لذلك يطلب من الله ولدًا له ليبلغ الناس بما يوحى إليه
فكان نص دعائه كما جاء في القرآن الكريم قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) كما دعا ربه بالذرية الصالحة بقوله (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ).
طريقة قرعة زكريا وزملائه لرعاية مريم
بعد حدوث خصومة بين زكريا وعلماء الأحبار استقر الأمر على عمل قرعة لمعرفة من فيهم يكفل مريم وذلك بإلقاء أقلامهم التي يكتبون التوراة بها في نهر الأردن ومن يصعد قلمه سيكون الراعي لابنة رئيسهم عمران وفور إلقائهم أقلامهم طفا قلم زكريا وغاصت أقلام باقي العلماء وقتها أخذ الطفلة الصغيرة وأعطاها لزوجته لترضعها إلى أن كبرت وضعها في حجرة داخل المسجد لا يصل إليها أحد غيره وكان يصعد لهذه الغرفة بسلم ولأنه لم يأمن عليها أحد كان يغلق الباب عليها بالمفتاح من الخارج
وفاة زكريا عليه السلام
بعد أن علمنا من هو زكريا وعرضنا قصته مع مريم العذراء عليها السلام وكيف رزق بطفل وهو في سن كبير سنوضح الأقاويل التي قيلت عن وفاته والتي تتمثل فيما يلي:
القول الأول:
بعد انتشار خبر حمل السيدة مريم عليها السلام اتهم بعض اليهود زكريا بممارسته الفاحشة معها لذلك قرروا قتله وبالفعل نشروه بالمنشار في حين أن آخرين اتهموا يوسف النجار بهذه التهمة فهو كان يتعبد في المسجد معها.
القول الثاني:
أمر هيرودس حاكم فلسطين بقتل يحيى عليه السلام ثم طلب بإرسال زكريا لأنه رأى مشهد قتل ابنه النبي يحيى عليه السلام وأنه خسف بهؤلاء القوم مما دعا زكريا للاختباء من جنود هذا الحاكم إلى أن دخل بستانًا فبأمر الله نادته إحدى شجرات هذا البستان ليدخل فيها فانشقت السجرة ودخل زكريا فيها بالفعل لكن إبليس رأى ما حدث وحصل على جزء من ثياب زكريا ودل الجنود على مكانه وعلى الفور أخذ الجنود فؤوسًا وقطعوا الشجرة ثم شقوها بالمنشار وبذلك قتل النبي زكريا عليه السلام شهيدًا.
سبب مقتل يحيى بن زكريا عليهما السلام
ذكرنا أن أحد الأقوال التي قيلت عن مقتل زكريا عليه السلام هو أنه رأى مقتل ابنه يحيى عليه السلام، فبالتأكيد أنت تسأل عن سبب مقتل النبي يحيى عليه السلام، إجابة هذا السؤال تكمن في الحديث الذي رواه إسحاق بن بشر بكتابه (المبتدأ) والذي قال فيه:
أنبأنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس أن رسول الله ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: “يا أبا يحيى أخبرني عن قتلك كيف كان، ولم قتلك بنو إسرائيل؟” قال: “يا محمد أخبرك أن يحيى بن زكريا كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى: { وَسَيِّدا وَحَصُورا } وكان لا يحتاج إلى النساء
فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، فأجمعوا على قتل يحيى بن زكريا، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب”.
بداية القصة التي ذكرت في الحديث
قال: “فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت: أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره. قالت: هو ذاك. قال: هو لك”. قال: “فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طشت وحمل رأسه ودمه إليها”.
رد فعل زكريا من قتل ابنه يحيى
قال: فقال رسول الله: “فما بلغ من صبرك؟”. قال: “ما انفتلت من صلاتي”. قال: “فلما حمل رأسه إليها، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك، وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا”. قال: “فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إليّ إليّ، وانصدعت لي ودخلت فيها”.
كيفية اكتشاف مكان اختباء زكريا من جنود الملك
قال: “وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة، هذا طرف ردائه دخلها بسحره، فقالوا: نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس: شقوه بالمنشار شقا”. قال: “فشققت مع الشجرة بالمنشار”، قال له النبي: “هل وجدت له مسا أو وجعا؟”. قال: “لا، إنما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها”.
أقرأ المزيد: من هو المنافق في الإسلام وما علاماته وعقابه عند الله
من هو وليد الفراج وكم عمره وما هي قبيلته؟
من هو المنبي الذي قبضت روحه في السماء
من هو السامري وماذا فعل الله به وكيف أضل قوم موسى
من هو الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن
بذلك نكون أوضحنا من هو زكريا وما هي علاقته بالسيدة مريم العذراء وعلمنا أنه زوج خالتها إضافة إلى أن والدها عمران كان رئيس سيدنا زكريا عليه السلام في الدير كخدام للهيكل وهو الذي تكفل برعاية مريم عليها السلام إلى أن حملت في عيسى عليه السلام وقد تضاربت الأقوال حول وفاته لعدم وجود أدلة قاطعة على الروايتين اللتين قيلتا في هذا الشأن.